ما ورد في ثواب العلّة و المرض و ثواب المريض و فضل عيادته
صفحة 1 من اصل 1
ما ورد في ثواب العلّة و المرض و ثواب المريض و فضل عيادته
ثواب العلّة و المرض:
1-
الراوندي في كتاب (الدعوات): قال النبيّ (صلّى الله عليه و آله و سلّم):
يا سلمان في علّتك ثلاث خصال: أنت من الله في ذكر، و دعائك مستجاب، و لا
تدع العلّة عليك ذنباً إلاّ حطّته.
و بلفظٍ آخر: في (مكارم الأخلاق):
من أمالي الشيخ أبي جعفر بن بابويه، عن الصّادق (عليه السّلام) قال: عاد
رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) سلمان الفارسي رضي الله عنه
فقال: يا سلمان إنّ لك في علّتك ثلاث خصال: أنت قريبٌ من الله بذكره و
دعاؤك مستجاب، و لا تدع العلّة عليك ذنباً إلاّ حطّته، متعك الله بالعافية
إلى انقضاء أجلك.
2- الكليني في (الكافي): بإسناده، عن أبي عبد الله
(عليه السّلام) قال: إنّ رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) رفع
رأسه إلى السّماء فتبسّم، فقيل له: يا رسول الله رأيناك رفعت رأسك إلى
السّماء فتبسّمت؟ قال: نعم عجبت لملكين هبطا من السّماء إلى الأرض يلتمسان
عبداً مؤمناً صالحاً في مصلّى كان يصلّي فيه ليكتبا له عمله في يومه و
ليلته فلم يجداه في مصلاّه فعرجا إلى السّماء فقالا: ربّنا عبدك المؤمن
فلان التمسناه في مصلاّه لنكتب له عمله في يومه و ليلته فلم نصبه فوجدناه
في حبالك فقال الله عزّ و جلّ: اكتبا لعبدي مثل ما كان يعمله في صحّته من
الخير في يومه و ليلته ما دام في حبالي فإنّ عليّ أن أكتب له أجر ما كان
يعمله في صحّته إذا حبسته عنه.
3- و فيه أيضاً: بإسناده عن أبي جعفر
(عليه السّلام) قال: قال النبيّ (صلّى الله عليه و آله و سلّم): إنّ
المسلم إذا غلبه ضعف الكبر أمر الله عزّ و جلّ الملك أن يكتب له في حاله
تلك مثل ما كان يعمل و هو شاب نشيط صحيح و مثل ذلك إذا مرض وكل الله به
ملكاً يكتب له في سقمه ما كان يعمل من الخير في صحّته حتّى يرفعه الله و
يقبضه و كذلك الكافر إذا اشتغل بسقم في جسده كتب الله له ما كان يعمل من
الشرّ في صحّته.
4- و فيه أيضاً: بإسناده عن أبي الصباح قال: قال أبو جعفر (عليه السّلام): سهر ليلة من مرض أفضل من عبادة سنة.
5- و فيه أيضاً: بإسناده عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: الجسد إذا لم يمرض أشر و لا خير في جسد لا يمرض بأشر .
6-
و فيه أيضاً: بإسناده عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: حمّى
ليلة تعدل عبادة سنة و حمّى ليلتين تعدل عبادة سنتين و حمّى ثلاث تعدل
عبادة سبعين سنة، قال: قلت : فإن لم يبلغ سبعين سنة ؟ قال: فلأمّه و أبيه،
قال: قلت : فإن لم يبلغا؟ قال: فلقرابته، قال: قلت: فإن لم يبلغ قرابته؟
قال: فلجيرانه.
7- و فيه أيضاً: بإسناده عن أبي جعفر (عليه السّلام)
قال: قال الله تبارك و تعالى: ما من عبد ابتليته ببلاء فلم يشك إلى عواده
إلاّ أبدلته لحماً خيراً من لحمه و دماً خيراً من دمه فإن قبضته إلى رحمتي
و إن عاش عاش و ليس له ذنب.
8- و فيه أيضاً: بإسناده عن العرزمي، عن
أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال: من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها
و أدى إلى الله شكرها كانت كعبادة ستين سنة، قال: أبي فقلت له: ما قبلولها
قال : يصبر عليها و لا يخبر بما كان فيها فإذا أصبح حمد الله على ما كان.
9-
و فيه أيضاً: بإسناده عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السّلام)
قال: سئل عن حدّ الشكاية للمريض، فقال: إنّ الرجل يقول: حممت اليوم و سهرت
البارحة و قد صدق و ليس هذا شكاية و إنّما الشكوى أن يقول: قد ابتليت بما
لم يبتلي به أحد، و يقول : لقد أصابني ما لم يصب أحدا، و ليس الشكوى أن
يقول سهرت البارحة و حممت اليوم و نحو هذا.
ثواب المريض:
1 ـ
الراوندي في كتاب (الدعوات) : قال (صلّى الله عليه و آله و سلّم): يا
عليّ، أنين المريض تسبيح ، و صياحه تهليل، و نومه على الفراش عبادة، و
تقليبه جنباً إلى جنب فكأنما يجاهد عدواً لله و يمشي في الناس و ما عليه
من ذنب.
2- و فيه أيضاً: قال (صلّى الله عليه و آله و سلّم): مثل المريض إذا برأ و صحّ كمثل البردة تقع من السّماء في صفائها و لونها.
3- و فيه أيضاً: و كان أمير المؤمنين (عليه السّلام): إذا رأى المريض قد برأ قال: يهنئك الطهر من الذنب.
4-
و فيه أيضاً: قال النبيّ (صلّى الله عليه و آله و سلّم): للمريض أربع
خصال: يرفع عنه القلم، و يأمر الله الملك فيكتب له كلّ فعل كان يعمله في
صحّته (و ينفع) كلّ عضو من جسده، فيستخرج ذنوبه منه، فإن مات مات مغفوراً
له و إن عاش عاش مغفوراً له.
5- و فيه أيضاً: و قال (صلّى الله عليه
و آله و سلّم): أربع من كنوز الجنّة: كتمان الفاقة، و كتمان الصدقة و
كتمان المصيبة، و كتمان الوجع.
ثواب عيادة المريض :
1- الراوندي في كتاب (الدعوات): قال النبيّ (صلّى الله عليه و آله و سلّم): من عاد مريضاً لم يزل في خرقة الجنّة.
2- و فيه أيضاً: و قال أبو عبد الله (عليه السّلام): من عاد مريضاً في الله لم يسأل المريض للعائد شيئاً إلاّ استجاب الله له.
3-
و فيه أيضاً: و كان فيما ناجى الله به موسى (عليه السّلام) أن قال: يا ربّ
ما بلغ من عيادة المريض من الأحياء ؟ قال: أوكل به ملكاً يعوده في قبره
إلى محشره.
4- و فيه أيضاً: و عن الحسن بن محبوب قال: سمعت أبا عبد
الله (عليه السّلام) يقول: أيما مؤمن عاد أخاه المؤمن في مرضه حين يصبح ،
شيّعه سبعون ألف ملك، فإذا قعد (عنده) غمرته الرحمة و استغفروا له، فإن
عاده مساءً كان له مثل ذلك حتّى يصبح.
5- و فيه أيضاً قال: و قال: (صلّى الله عليه و آله و سلّم): من أطعم مريضاً شهوته أطعمه الله من ثمار الجنّة.
6-
و في (قرب الإسناد): قال رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم): من عاد
مريضاً نادى منادٍ من السّماء باسمه: يا فلان، طبت و طاب ممشاك، تبوأت من
الجنّة منزلاً.
7- و في (روضة الواعظين): قال أمير المؤمنين (عليه
السّلام): أحسن الحسنات عيادة المريض، و أمرنا رسول الله (صلّى الله عليه
و آله و سلّم) عيادة المريض.
8- و فيه أيضاً: قال الصّادق (عليه السّلام): عودوا مرضاكم و اسألوهم أن يدعوا لكم فإنّ دعائهم تعدل دعاء الملائكة.
9-
و في (مكارم الأخلاق): عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال: ينبغي للمريض
منكم أن يؤذن إخوانه بمرضه فيعودونه و يؤجر فيهم و يؤجرون فيه ، فقيل :
نعم ، هم يؤجرون فيه لمشيهم إليه و هو كيف يؤجر فيهم؟ فقال: باكتسابه لهم
الحسنات فيؤجر فيهم فيكتب له بذلك عشر حسنات و يرفع له عشر درجات و يحط
عنه عشر سيئات.
10- و في (مستدرك الوسائل): عن أبي جعفر و أبي عبد
الله (عليهما السّلام) قالا: "إذا كان يوم القيامة، أُوتي العبد المؤمن
إلى الله عزّ و جلّ فيحاسبه حساباً يسيرا، ثمّ يعاتبه، فيقول: يا مؤمن ما
منعك أن تعودني حيث مرضت، فيقول المؤمن: أنت ربّي، و أنا عبدك، أنت الحيّ
الذي لا يصيبك ألم و لا نصب، فيقول الربّ عزّ و جلّ: من عاد مؤمناً فقد
عادني، ثمّ يقول عزّ و جلّ: هل تعرف فلان بن فلان؟ فيقول: نعم فيقول: ما
منعك أن تعوده حيث مرض ، أما لو عدته لعدتني ثمّ لوجدتني عند سؤلك، ثمّ لو
سألتني حاجة لقضيتها لك، ثمّ لم أردك عنها".
من آداب عيادة المريض
1- الراوندي في كتاب (الدعوات): و قال رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم): عودوا المرضى و اتبعوا الجنائز يذكركم الآخرة.
2- و تدعو للمريض فتقول: (اللهم اشفه بشفائك، و داوه بدوائك، و عافه من بلائك) .
3-
و فيه أيضاً قال: و أيضاً تدعو للمريض فتقول: أُعيذك بالرسول الحق الناطق
بكلمة الصدق من عند الخالق من كل داء تراه و رأيت، و من كل عرقٍ ساكنٍ و
ضارب، و من كل جاءٍ و ذاهب، اسكن أسكنتك بالله العظيم، أصبحت في حمى الله
الذي لا يُستباح، و في كنف الله الذي لا يُرام، و في جوار الله الذي لا
يُستضام ، و في نعمة الله التي لا تزول، و في سلامة الله التي تحول، و في
ذمة الله التي لا تخفر، و في منع الله الذي لا يرام ، و في حرز الله الذي
لا يدرك و في عطائه الذي لا يحد، و في قضائه الذي لا يرد، و في منعه الذي
لا يعد، و في جند الله الذي لا يهزم، و في عون الله الذي لا يخذل.
4
ـ و في (طبّ الأئمّة): بإسنادهما عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السّلام)
عن آبائه الطاهرين (عليهم السّلام) قال: ما من مؤمن عاد أخاه المؤمن و هو
شاكٍ فقال له: أُعيذك بالله العظيم ربّ العرش الكريم من شرّ كلّ عرقٍ نفار
و من شرّ حرّ النار فكان في أجله تأخير إلاّ خفف الله عنه.
5- و في
(الكافي) بإسناده عن أبي زيد قال: أخبرني مولىً لجعفر بم محمّد (عليهما
السّلام) قال: مرض بعض مواليه فخرجنا إليه نعوده و نحن عدّة من موالي جعفر
فاستقبلنا جعفر (عليه السّلام) في بعض الطريق فقال: مع أحدكم تفاحة أو سفر
جلة أو أترجة أو لعقة من طيب أو قطعة من عود بخور؟ فقلنا ما معنا شيء من
هذا، فقال: أما تعلمون أنّ المريض يستريح إلى كل ما أُدخل به عليه.
6-
و في (أمالي الشيخ الطوسي): بإسناده عن القاسم، عن أبي أُمامة، قال: قال
رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم): من تمام عيادة المريض إذا دخلت
عليه أن تضع يدك على رأسه، و تقول: كيف أصبحت و كيف أمسيت، فإذا جلست عنده
غمرتك الرحمة، و إذا خرجت من عنده خضتها مقبلاً و مدبراً، و أومأ بيده إلى
حقويه .
7- أقول: و هناك جملة من الآداب لعيادة المريض جمعها السيّد
اليزدي (رحمه الله تعالى) صاحب (العروة الوثقى) يجمل بنا ذكرها لفائدتها،
قال: و لها ـ أي لعيادة المريض ـ آداب:
أحدها: أن يجلس عنده، و لكن لا يطيل الجلوس إلاّ إذا كان المريض طالباً.
الثاني: أن يضع العائد إحدى يديه على الأُخرى أو على جبهته حال الجلوس عند المريض.
الثالث: أن يضع يده على ذراع المريض عند الدعاء له أو مطلقاً.
الرابع: أن يدعو له بالشفاء ، و الأولى أن يقول: "اللهم اشفه بشفائك، و داوه بدوائك، و عافه من بلائك".
الخامس: أن يستصحب هدية له من فاكهة أو نحوها مما يفرحه و يريحه.
السادس:
أن يقرأ عليه فاتحة الكتاب سبعين مرة، أو أربعين مرة أو سبع مرات، أو مرة
واحدة، فعن أبي عبد الله ( عليه السّلام ): "لو قرأت الحمد على ميّت سبعين
مرّة ثمّ ردّت فيه الروح ما كان عجباً".
و في الحديث: "ما قرىء الحمد
على وجع سبعين مرة إلاّ سكن بإذن الله" و إن شئتم فجرّبوا و لا تشكوا"، و
قال الصّادق ( عليه السّلام ): "من نالته علّة فليقرأ في جيبه الحمد سبع
مرات"، و ينبغي أن ينفض لباسه بعد قراءة الحمد عليه.
السابع: أن لا يأكل عنده ما يضره و يشتهيه.
الثامن: أن لا يفعل عنده ما يغيظه أو يضيق خلقه .
التاسع: أن يلتمس منه الدعاء فإنّه ممن يستجاب دعاؤه، فعن الصّادق صلوات الله عليه: "ثلاثة يستجاب دعاؤهم: الحاج و الغازي و المريض".
1-
الراوندي في كتاب (الدعوات): قال النبيّ (صلّى الله عليه و آله و سلّم):
يا سلمان في علّتك ثلاث خصال: أنت من الله في ذكر، و دعائك مستجاب، و لا
تدع العلّة عليك ذنباً إلاّ حطّته.
و بلفظٍ آخر: في (مكارم الأخلاق):
من أمالي الشيخ أبي جعفر بن بابويه، عن الصّادق (عليه السّلام) قال: عاد
رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) سلمان الفارسي رضي الله عنه
فقال: يا سلمان إنّ لك في علّتك ثلاث خصال: أنت قريبٌ من الله بذكره و
دعاؤك مستجاب، و لا تدع العلّة عليك ذنباً إلاّ حطّته، متعك الله بالعافية
إلى انقضاء أجلك.
2- الكليني في (الكافي): بإسناده، عن أبي عبد الله
(عليه السّلام) قال: إنّ رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) رفع
رأسه إلى السّماء فتبسّم، فقيل له: يا رسول الله رأيناك رفعت رأسك إلى
السّماء فتبسّمت؟ قال: نعم عجبت لملكين هبطا من السّماء إلى الأرض يلتمسان
عبداً مؤمناً صالحاً في مصلّى كان يصلّي فيه ليكتبا له عمله في يومه و
ليلته فلم يجداه في مصلاّه فعرجا إلى السّماء فقالا: ربّنا عبدك المؤمن
فلان التمسناه في مصلاّه لنكتب له عمله في يومه و ليلته فلم نصبه فوجدناه
في حبالك فقال الله عزّ و جلّ: اكتبا لعبدي مثل ما كان يعمله في صحّته من
الخير في يومه و ليلته ما دام في حبالي فإنّ عليّ أن أكتب له أجر ما كان
يعمله في صحّته إذا حبسته عنه.
3- و فيه أيضاً: بإسناده عن أبي جعفر
(عليه السّلام) قال: قال النبيّ (صلّى الله عليه و آله و سلّم): إنّ
المسلم إذا غلبه ضعف الكبر أمر الله عزّ و جلّ الملك أن يكتب له في حاله
تلك مثل ما كان يعمل و هو شاب نشيط صحيح و مثل ذلك إذا مرض وكل الله به
ملكاً يكتب له في سقمه ما كان يعمل من الخير في صحّته حتّى يرفعه الله و
يقبضه و كذلك الكافر إذا اشتغل بسقم في جسده كتب الله له ما كان يعمل من
الشرّ في صحّته.
4- و فيه أيضاً: بإسناده عن أبي الصباح قال: قال أبو جعفر (عليه السّلام): سهر ليلة من مرض أفضل من عبادة سنة.
5- و فيه أيضاً: بإسناده عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: الجسد إذا لم يمرض أشر و لا خير في جسد لا يمرض بأشر .
6-
و فيه أيضاً: بإسناده عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: حمّى
ليلة تعدل عبادة سنة و حمّى ليلتين تعدل عبادة سنتين و حمّى ثلاث تعدل
عبادة سبعين سنة، قال: قلت : فإن لم يبلغ سبعين سنة ؟ قال: فلأمّه و أبيه،
قال: قلت : فإن لم يبلغا؟ قال: فلقرابته، قال: قلت: فإن لم يبلغ قرابته؟
قال: فلجيرانه.
7- و فيه أيضاً: بإسناده عن أبي جعفر (عليه السّلام)
قال: قال الله تبارك و تعالى: ما من عبد ابتليته ببلاء فلم يشك إلى عواده
إلاّ أبدلته لحماً خيراً من لحمه و دماً خيراً من دمه فإن قبضته إلى رحمتي
و إن عاش عاش و ليس له ذنب.
8- و فيه أيضاً: بإسناده عن العرزمي، عن
أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال: من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها
و أدى إلى الله شكرها كانت كعبادة ستين سنة، قال: أبي فقلت له: ما قبلولها
قال : يصبر عليها و لا يخبر بما كان فيها فإذا أصبح حمد الله على ما كان.
9-
و فيه أيضاً: بإسناده عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السّلام)
قال: سئل عن حدّ الشكاية للمريض، فقال: إنّ الرجل يقول: حممت اليوم و سهرت
البارحة و قد صدق و ليس هذا شكاية و إنّما الشكوى أن يقول: قد ابتليت بما
لم يبتلي به أحد، و يقول : لقد أصابني ما لم يصب أحدا، و ليس الشكوى أن
يقول سهرت البارحة و حممت اليوم و نحو هذا.
ثواب المريض:
1 ـ
الراوندي في كتاب (الدعوات) : قال (صلّى الله عليه و آله و سلّم): يا
عليّ، أنين المريض تسبيح ، و صياحه تهليل، و نومه على الفراش عبادة، و
تقليبه جنباً إلى جنب فكأنما يجاهد عدواً لله و يمشي في الناس و ما عليه
من ذنب.
2- و فيه أيضاً: قال (صلّى الله عليه و آله و سلّم): مثل المريض إذا برأ و صحّ كمثل البردة تقع من السّماء في صفائها و لونها.
3- و فيه أيضاً: و كان أمير المؤمنين (عليه السّلام): إذا رأى المريض قد برأ قال: يهنئك الطهر من الذنب.
4-
و فيه أيضاً: قال النبيّ (صلّى الله عليه و آله و سلّم): للمريض أربع
خصال: يرفع عنه القلم، و يأمر الله الملك فيكتب له كلّ فعل كان يعمله في
صحّته (و ينفع) كلّ عضو من جسده، فيستخرج ذنوبه منه، فإن مات مات مغفوراً
له و إن عاش عاش مغفوراً له.
5- و فيه أيضاً: و قال (صلّى الله عليه
و آله و سلّم): أربع من كنوز الجنّة: كتمان الفاقة، و كتمان الصدقة و
كتمان المصيبة، و كتمان الوجع.
ثواب عيادة المريض :
1- الراوندي في كتاب (الدعوات): قال النبيّ (صلّى الله عليه و آله و سلّم): من عاد مريضاً لم يزل في خرقة الجنّة.
2- و فيه أيضاً: و قال أبو عبد الله (عليه السّلام): من عاد مريضاً في الله لم يسأل المريض للعائد شيئاً إلاّ استجاب الله له.
3-
و فيه أيضاً: و كان فيما ناجى الله به موسى (عليه السّلام) أن قال: يا ربّ
ما بلغ من عيادة المريض من الأحياء ؟ قال: أوكل به ملكاً يعوده في قبره
إلى محشره.
4- و فيه أيضاً: و عن الحسن بن محبوب قال: سمعت أبا عبد
الله (عليه السّلام) يقول: أيما مؤمن عاد أخاه المؤمن في مرضه حين يصبح ،
شيّعه سبعون ألف ملك، فإذا قعد (عنده) غمرته الرحمة و استغفروا له، فإن
عاده مساءً كان له مثل ذلك حتّى يصبح.
5- و فيه أيضاً قال: و قال: (صلّى الله عليه و آله و سلّم): من أطعم مريضاً شهوته أطعمه الله من ثمار الجنّة.
6-
و في (قرب الإسناد): قال رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم): من عاد
مريضاً نادى منادٍ من السّماء باسمه: يا فلان، طبت و طاب ممشاك، تبوأت من
الجنّة منزلاً.
7- و في (روضة الواعظين): قال أمير المؤمنين (عليه
السّلام): أحسن الحسنات عيادة المريض، و أمرنا رسول الله (صلّى الله عليه
و آله و سلّم) عيادة المريض.
8- و فيه أيضاً: قال الصّادق (عليه السّلام): عودوا مرضاكم و اسألوهم أن يدعوا لكم فإنّ دعائهم تعدل دعاء الملائكة.
9-
و في (مكارم الأخلاق): عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال: ينبغي للمريض
منكم أن يؤذن إخوانه بمرضه فيعودونه و يؤجر فيهم و يؤجرون فيه ، فقيل :
نعم ، هم يؤجرون فيه لمشيهم إليه و هو كيف يؤجر فيهم؟ فقال: باكتسابه لهم
الحسنات فيؤجر فيهم فيكتب له بذلك عشر حسنات و يرفع له عشر درجات و يحط
عنه عشر سيئات.
10- و في (مستدرك الوسائل): عن أبي جعفر و أبي عبد
الله (عليهما السّلام) قالا: "إذا كان يوم القيامة، أُوتي العبد المؤمن
إلى الله عزّ و جلّ فيحاسبه حساباً يسيرا، ثمّ يعاتبه، فيقول: يا مؤمن ما
منعك أن تعودني حيث مرضت، فيقول المؤمن: أنت ربّي، و أنا عبدك، أنت الحيّ
الذي لا يصيبك ألم و لا نصب، فيقول الربّ عزّ و جلّ: من عاد مؤمناً فقد
عادني، ثمّ يقول عزّ و جلّ: هل تعرف فلان بن فلان؟ فيقول: نعم فيقول: ما
منعك أن تعوده حيث مرض ، أما لو عدته لعدتني ثمّ لوجدتني عند سؤلك، ثمّ لو
سألتني حاجة لقضيتها لك، ثمّ لم أردك عنها".
من آداب عيادة المريض
1- الراوندي في كتاب (الدعوات): و قال رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم): عودوا المرضى و اتبعوا الجنائز يذكركم الآخرة.
2- و تدعو للمريض فتقول: (اللهم اشفه بشفائك، و داوه بدوائك، و عافه من بلائك) .
3-
و فيه أيضاً قال: و أيضاً تدعو للمريض فتقول: أُعيذك بالرسول الحق الناطق
بكلمة الصدق من عند الخالق من كل داء تراه و رأيت، و من كل عرقٍ ساكنٍ و
ضارب، و من كل جاءٍ و ذاهب، اسكن أسكنتك بالله العظيم، أصبحت في حمى الله
الذي لا يُستباح، و في كنف الله الذي لا يُرام، و في جوار الله الذي لا
يُستضام ، و في نعمة الله التي لا تزول، و في سلامة الله التي تحول، و في
ذمة الله التي لا تخفر، و في منع الله الذي لا يرام ، و في حرز الله الذي
لا يدرك و في عطائه الذي لا يحد، و في قضائه الذي لا يرد، و في منعه الذي
لا يعد، و في جند الله الذي لا يهزم، و في عون الله الذي لا يخذل.
4
ـ و في (طبّ الأئمّة): بإسنادهما عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السّلام)
عن آبائه الطاهرين (عليهم السّلام) قال: ما من مؤمن عاد أخاه المؤمن و هو
شاكٍ فقال له: أُعيذك بالله العظيم ربّ العرش الكريم من شرّ كلّ عرقٍ نفار
و من شرّ حرّ النار فكان في أجله تأخير إلاّ خفف الله عنه.
5- و في
(الكافي) بإسناده عن أبي زيد قال: أخبرني مولىً لجعفر بم محمّد (عليهما
السّلام) قال: مرض بعض مواليه فخرجنا إليه نعوده و نحن عدّة من موالي جعفر
فاستقبلنا جعفر (عليه السّلام) في بعض الطريق فقال: مع أحدكم تفاحة أو سفر
جلة أو أترجة أو لعقة من طيب أو قطعة من عود بخور؟ فقلنا ما معنا شيء من
هذا، فقال: أما تعلمون أنّ المريض يستريح إلى كل ما أُدخل به عليه.
6-
و في (أمالي الشيخ الطوسي): بإسناده عن القاسم، عن أبي أُمامة، قال: قال
رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم): من تمام عيادة المريض إذا دخلت
عليه أن تضع يدك على رأسه، و تقول: كيف أصبحت و كيف أمسيت، فإذا جلست عنده
غمرتك الرحمة، و إذا خرجت من عنده خضتها مقبلاً و مدبراً، و أومأ بيده إلى
حقويه .
7- أقول: و هناك جملة من الآداب لعيادة المريض جمعها السيّد
اليزدي (رحمه الله تعالى) صاحب (العروة الوثقى) يجمل بنا ذكرها لفائدتها،
قال: و لها ـ أي لعيادة المريض ـ آداب:
أحدها: أن يجلس عنده، و لكن لا يطيل الجلوس إلاّ إذا كان المريض طالباً.
الثاني: أن يضع العائد إحدى يديه على الأُخرى أو على جبهته حال الجلوس عند المريض.
الثالث: أن يضع يده على ذراع المريض عند الدعاء له أو مطلقاً.
الرابع: أن يدعو له بالشفاء ، و الأولى أن يقول: "اللهم اشفه بشفائك، و داوه بدوائك، و عافه من بلائك".
الخامس: أن يستصحب هدية له من فاكهة أو نحوها مما يفرحه و يريحه.
السادس:
أن يقرأ عليه فاتحة الكتاب سبعين مرة، أو أربعين مرة أو سبع مرات، أو مرة
واحدة، فعن أبي عبد الله ( عليه السّلام ): "لو قرأت الحمد على ميّت سبعين
مرّة ثمّ ردّت فيه الروح ما كان عجباً".
و في الحديث: "ما قرىء الحمد
على وجع سبعين مرة إلاّ سكن بإذن الله" و إن شئتم فجرّبوا و لا تشكوا"، و
قال الصّادق ( عليه السّلام ): "من نالته علّة فليقرأ في جيبه الحمد سبع
مرات"، و ينبغي أن ينفض لباسه بعد قراءة الحمد عليه.
السابع: أن لا يأكل عنده ما يضره و يشتهيه.
الثامن: أن لا يفعل عنده ما يغيظه أو يضيق خلقه .
التاسع: أن يلتمس منه الدعاء فإنّه ممن يستجاب دعاؤه، فعن الصّادق صلوات الله عليه: "ثلاثة يستجاب دعاؤهم: الحاج و الغازي و المريض".
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى